لفترة طويلة لم اشاهد أي فيلم في السينما – قاتل الله كورونا ! – بالرغم من أنه مؤخرا باتت السينما بالنسبة لي ترف غير ضروري، ويمكن تعويضه بما سخرته التقنيات الحديثة من بث ومن اتاحة للمحتوى دون جهد أو تكلفة تذكر
لكن في الواقع ، وفي كثير من الاحيان، لا املك إلا ان تجذبني السينما وما تحتويه من أجواء خاصة تخلق تجربة مختلفة في مشهادة روائع ما تنتجه السينما العالمية ، خاصة اذا كان الفلم المشاهد يحتاج الى وجود جمهور يتفاعل معه ويعطيه بعدا انسانيا آخر . وهذه الأجواء هي ما تجعل للسينما وجود في حياتي بالرغم من وجود البديل
مؤخرا أكاديمية هوليوود للأفلام وزعت جوائز الأوسكار لهذه السنة 2021 عن بعد ! – مجددا قاتل الله كورونا ! – وكان نصيب الأوسكار لافضل ممثل من نصيب الممثل العظيم أنتوني هوبكنز لدوره في فلم The Father
اتفقت انا وبعض الأصدقاء لحظور الفلم في السينما، والتي للأسف الشديد أوقفت عرض الفلم بعد أقل من أسبوع من إدراجه في صالات العرض ، ربما بسبب قصر مدة العقد أو بسبب اعتلال الذائقة العامة للجمهور لهذا النوع من الأفلام ذات البعد الإنساني وقلة الاقبال عليه!
على كل حال بعد بضعة أسابيع تم ادراج الفلم مره أخرى في صالات العرض ، وحضينا بفرصة مشاهدة الفلم بأجواء سينمائية رائعة!
لن أذكر قصة الفلم بشكل تفصيلي لكي لا أخذ عنصر الدهشة ممن لم يشاهد الفلم بعد لكني ساذكر فكرة الفلم وما أثرها النفسي علي
الفلم يتحدث عن أب كبير في السن تظهر عليها آثار الشيخوخة وآثار الخرف وما يمر فيه من مواقف مؤلمة مع من حوله
شدني آداء أنتوني المبهر ، وكيف أنه تغمص الشخصية دون تكلف أو زيادة في التغمص ! كان مقنعا وحقيقيا ، ولا أكون مبالغا إن قلت أنه أبهرني ، فملامح وجهه ونبرة صوته وحتى حركات جسده تشعرك بالفعل بأنه مريض ويعاني من آثار الشيخوخة !
تفاعلت كثيرا مع مشاهد الفلم ، ومع المواقف التي يمر فيها الأب ، والمشاعر المختلطة التي يشعر بها ، وهذا جعلني أفكر كثيرا كيف أن العمر لا يمهلك، وأن الحياة اذا قست عليك فلا مفر من مواجهتها بالرغم من صعوبة خياراتها
جعلني اتسأل هل العمر هو مجموعة من الذكريات ؟ أم هو مجموعة من الأمنيات ؟ لا ادري !
فقد يأتي اليوم الذي تتحول فيه الذكريات الى ركام ولا تملك منها الا ما يعلق في قدميك ، وقد تتحول الأمنيات الى أحلام ولا تملك إلا أن تحلم بها !